ما هو؟
يُعدّ التهاب الجفن إصابة شائعة جداً لكنها لا تُشخّص في كثير من الأحيان، لأن طبيب العيون كثيراً ما يُغفِل إجراء فحص دقيق لحواف الأجفان، والتي تُعتبر جزءاً هاماً من سطح العين.
الأعراض
إن أعراض التهاب الجفن هي عديدة وغير مُحدّدة:
- احمرار العين والإحساس بحرقة بعد الجلوس طويلاً أمام شاشة الكمبيوتر أو غيره أو بعد ساعات من المُطالعة.
- الإحساس بوجود جسم غريب في العين عند الاستيقاظ، أو بحكّة وتضخّم في حواف الأجفان.
- دِماع مفرط عند التعرّض لطقس بارد، أو لهواء عاصفٍ، أو لهواء التدفئة، أو لهواء التبريد، أو للتلوث.
- تشكّل الشَّعيرة (أو دمّل العين) بشكلٍ متكرّر.
- تذبذب في الرؤية أو انبهار بالضوء.
- تناقص في حدّة الإبصار، ورهاب الضوء، وتشنُّج الجفن والألم، في الحالات الشديدة.
الأسباب وعوامل الخطر
ثمّة عِلل عديدة ترتبط بالتهاب الجفن، مثل العَدّ الوردي، والتأتب، والصدفية، وداء الأمعاء الالتهابي، والتهاب الجلد المثّي، وانقطاع الطمث عند النساء، والمشاكل الهرمونية، والاستخدام المزمن للعدسات اللاصقة أو استخدام الأدوية الموضعية لعلاج الزرق والتي تحتوي على البروستاغلاندين. هذا وإن استخدام الكمبيوتر لفترات طويلة، وما ينجم عنه من انخفاض في تواتر الرَّمش، يعدًّ سبباً شائعاً للإصابة بالتهاب الجفن.
ومن جهة أخرى فهناك عدة أدوية فموية ترتبط بهذه الإصابات مثل: حبوب منع الحمل، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الذهان، ومضادات الهستامين. بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، ومضادات الأندروجين مثل الفيناستيرَيد، وأدوية البشرة مثل الآيزوتريتينوين المستخدم لعلاج حبّ الشباب.
وأخيراً، فإن بعض الجراحات العينية كالجراحة الانكسارية، أو جراحة الساد، أو الجراحات العينية المتعدّدة، يمكن أن تكون عامل خطر أيضاً، وذلك بسبب تناقص حساسية القرنية الذي يؤدي بدوره إلى تناقص في تواتر الرَّمش.
الأنواع
يمكن أن يكون التهاب الجفن أمامياً، عندما يؤثّر على قاعد الأهداب (الرموش)، أو خلفياً، عندما يؤثّر على غُدد ميبوميوس.
يُقسّم التهاب الجفن الأمامي إلى عدة أنواع: الالتهاب المثّي (بإفراز مادة دهنية شبيهة بقشرة فروة الرأس)، والالتهاب المُعدي (عادةً يُعزى إلى إصابة إنتانية بالمكوّرة العنقودية، وأحياناً إلى إصابة بالفطريات)، والطُفيلي (إصابة بالدّويدة الجريبية). هذا ويرتبط نقص العناية بالنظافة الشخصية بالنوع المعدي من التهاب الجفن الأمامي.
أما أنواع التهاب الجفن الخلفي فيؤثّر على غُدد ميبوميوس المسؤولة عن إفراز الدهون. هذا وإن الدهون تلعب دوراً هاماً جداً في استتباب السائل الدمعي. ولذلك فعند وجود خلل وظيفي في غدد ميبوميوس، سواء كان ناجماً عن انسداد مسامات هذه الغدد أو بسبب وجود آفة أو ضمور فيها، فمن المحتمل أن يصاب الشخص بجفاف العين التبخري.
التشخيص
لا بدّ من فحص دقيق لحواف الأجفان من أجل تشخيص نوع الالتهاب الذي يعاني منه المريض. قد يُجري الطبيب الأخصائي اختباراتٍ مثل زرع عيّنات وفحوصات الحساسية في حالات التهاب الجفن المعدي، أو أخذ عيّنات من الأهداب من أجل النظر في احتمال وجود دُويبات جريبية. وهناك اختبارات اختصاصية أخرى مثل قياس التداخل، وقياس زمن تحطّم فلم الدمع والأسمولية من أجل تحديد جودة السائل الدمعي. كما أن اختبارات بالتصوير، مثل تصوير غدد ميبوميوس من أجل معرفة ما إذا كان هناك إصابة أو ضمور في هذه الغدد، يمكن أن يُطلب إجراؤها أيضاً من قبل الطبيب المختصّ بداء العين الجافّة.
الوقاية
إن العناية الجيدة بنظافة الأجفان أمر جوهري للوقاية من التهاب الجفن، خاصة في الحالات التي يوجد فيها استعداد للإصابة به كما تمّ ذكره سابقاً. ويمكن المحافظة على النظافة باستخدام مناديل قطنية لمسح الأجفان، كما يُوصى بغسلها بمحلول ملحي. ويعتبر هذا هاماً بخاصّة عند النساء اللواتي يضعن مساحيق تجميل على العينين. وننصح بتجنّب وضع هذه المساحيق على الحواف الداخلية للأجفان، لأن ذلك قد يسدُّ مسامات غُدد ميبوميوس ويسبب الداء الانسدادي لغدّة ميبوميوس.
ويُنصح باتّباع حمية غذائية غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية من أجل ضمان عمل وظيفيّ صحيّ لغدد ميبوميوس. ويُعد سمك السلمون، والتونة، والشبص الأوروبي، والسردين، ومعظم ثمار البحر، أطعمة غنية بهذه الأحماض. كما هناك بدائل أخرى من الأغذية التي تحتوي على الحمض الدهني أوميغا 3 مثل الجوز، والسلق، وبذور القصعين الإسباني، وبذور الكتّان.
العلاج
ينبغي أن يكون العلاج مخصّصاً لكل حالة بشكل منفرد وموجّهاً بحسب العامل المُسبب للالتهاب.
يُعالج التهاب الجفن الأمامي عن طريق تنظيف الجفن باستخدام مناديل خاصة لذلك. في الحالات الإنتانية قد يصف الأخصائي مضادات حيوية موضعية، وخاصة في حالات إنتانات المكوّرات العنقودية. وفي حالات الإصابة بالدويدة الجريبية يمكن وصف مستحضرات من زيت شجرة الشاي. وقد يُنصح بعملية التقشير في الحالات المُعنّدة أو عندما لا تتحقّق العناية بنظافة الأجفان.
أما بالنسبة للاتهاب الجفن الخلفي، فإن العلاج يكون عادة باستخدام كمّادات دافئة وتدليك الأجفان. في بعض الحالات قد يوصي الأخصائي بعلاج الضوء النبضي المكثّف (IPL) وخاصّة تلك التي لا تستجيب للعلاج التقليدي.
هذا ويُعدّ ضرورياً تعويض الدمع في كل من التهابَي الجفن الأمامي والخلفي، إلى أن تتحسّن نوعية السائل الدمعي عند المريض.