طب العيون

العين الجافّة

ما هي؟

يحدث مرض العين الجافّة بسبب نقص كمية الدمع أو تدهور نوعية هذا السائل أو بسبب كليهما معاً، ما يؤدّي إلى التهاب يصيب سطح العين. عادةّ ما يكون ثنائي الجانب، كما أن حدوثه أكثر شيوعاً عند النساء منه عند الرجال، خاصة في فترة الإياس (فترة انقطاع الحيض) وما بعدها.

الأعراض

إن الأعراض التي يمكن أن تظهر عن مرضى العين الجافة هي الشعور بالانزعاج، والحكّة، والحرقة، والتأجّج في العين، والإحساس بالجفاف وبما يشبه وجود حبات رمل في العين، وحتى تشوّش الرؤية أيضاً وتذبذب حدّة الإبصار. هذه الأعراض عادة ما تتفاقم في الأجواء الجافّة قليلة الرطوبة وفي أجواء كثيرة الرياح. كما تشتدّ عندما يثبّت المريض نظره على جسم ما دون ويرمِشُ قليلاً.

الأسباب وعوامل الخطر

عوامل الخطر التي قد تؤدي للإصابة بالعين الجافة هي:

  • العمر والجنس: فكلما كبر الشخص ازداد احتمال إصابته بالعين الجافة، كما إن خطر الإصابة يكون أعلى عند النساء.
  • استعمال العدسات اللاصقة، واستخدام القطرات المزمن، وأيضاً وجود تاريخ مرضي يشتمل على الخضوع السابق لجراحة عينية.
  • إطباق الجفنين غير المكتمل وأيضاً الرمشُ القليل.
  • أمراض التهابية مزمنة في سطح العين مثل التهاب الملتحمة التحسّسي. وأيضاً الإصابة بحروق في العين.
  • المرضى المصابون بأمراض مناعية ذاتية.
  • استخدام بعض الأدوية الجهازية بصورة مزمنة مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، والخافضة لضغط الدم، ومضادّات الهستامين، وغيرها.
  • الجلوس الطويل أما شاشة الكمبيوتر أو غيره من الأجهزة الإلكترونية ذات الشاشات والتي يحدّق الشخص فيها لفترات طويلة، الأمر الذي يؤدّي إلى تناقص تواتر رمش العين وبالتالي زيادة تبخر الدمع على سطح العين.
  • الجوّ الجافّ قليل الرطوبة أو المناخ كثير الرياح.

الأنواع

يتألّف فيلم الدمع من 3 طبقات: الطبقة الشحمية التي تفرزها غدد ميبوميوس المتوضّعة في الأجفان، والطبقة المائية التي تفرزها الغدد الدمعية الرئيسية، وطبقة المُوسين التي تفرزها الخلايا في سطح العين. توجد 3 تصنيفات رئيسية للعين الجافة:

  • نقص في الطبقة المائية. ويعني وجود نقص في كمية الدمع.
  • نقص في الطبقة الشحمية. تكون كمية السائل الدمعي طبيعية لكن ينقص فيه الطبقة الخارجية المؤلفة من الشحوم والتي تمنع التبخّر المفرط لفيلم الدمع. إذاً فإن الدمع عند مرضى هذه الحالة يتبخّر في الحال مسببّاً جفاف العين.
  • نوع مختلط من النقص في كل من الطبقة المائية والطبقة الشحمية. وهو النوع الأكثر شيوعاً.

الوقاية

بعض عوامل الخطر في العين الجافة يمكن الوقاية منها مثل الاستخدام الزائد عن الحدّ للكمبيوتر وغيره من أجهزة القراءة الإلكترونية، والإفراط في استعمال العدسات اللاصقة. في الحالة الأولى، إذا لم يكن ممكناً تجنّب استخدام الكمبيوتر خلال ساعات طويلة مستمرّة، فينبغي إطباق الجفنين بصورة متكرّرة أثناء القراءة والعمل ولا بدّ من الاستراحة لمدة خمس دقائق بعد كل ساعة قراءة من أجل تجنّب حدوث جفاف العين الذي يُسمى أيضاً متلازمة الكمبيوتر البصرية.

العلاجات

تعتبر العين الجافة مرضاً مزمناً لا علاج نهائي له. ولذلك، فإنه يوجد للعلاج هدفين هما تجنّب أو شفاء الأذيات في العين التي سببها الجفاف، والتخفيف من الأعراض التي يعاني منها المريض.

يشتمل العلاج على:

  • تعويض السائل الدمعي وزيادة ترطيب سطح العين. يتم استخدام الدموع الاصطناعية على شكل قطرات أو هلام أو مرهم، ويُفضل ألا تحتوي على مواد حافظة. أما في الحالات الشديدة فيكون أحد الحلول استخدام مشتقّات من دم المريض نفسه في صيغة قطرات.
  • تجنّب تبخّر السائل الدمعي الذي يغطي سطح العين من خلال وضع نظّارات تحمي العينين بالكامل من كل الجهات بما فيها الجانبين.
  • تخفيف التهاب سطح العين الناجم عن الجفاف بواسطة استخدام قطرات مضادّة للالتهاب. إن استخدام القطرات يجب أن يتم حصراً تحت مراقبة طبيب العيون، إذ إن للدواء تأثيرات جانبية مثل ارتفاع ضغط العين الداخلي.
  • تحسين وتحفيز وظيفة غُدد ميبوميوس الدمعية في الجفون، الأمر الذي سيزيد من إفراز الطبقة الشحمية التي تُقلّل بدورها من تبخّر فيلم الدمع. ويتحقّق هذا بتطبيق دفء موضعي على الجفون وتدليكها، وتنظيف حوافها.
  • تحسين حالة الجوّ بزيادة الرطوبة من خلال استخدام مُرطِّب للجو أو وضع أوانٍ ذات سطوح كبيرة مليئة بالماء.
  • توعية المريض بالأهمية البالغة لرَمش العينين في ترطيب سطح العين، والتأكيد على ضرورة إطباق الجفنين بصورة متكرّرة، 12-15 مرة في الدقيقة على الأقل.

المهنيين الذين يتعاملون مع هذا التخصص

الأسئلة المتداولة

  • إن العين الجافة هو مرض مزمن ولا علاج نهائي له. وإن عوامل بيئية معينة، وعوامل شخصية مثل قلّة النوم وعدم الراحة أثناء النوم، والتوتر والقلق، جميعها تلعب دوراً هاماً جداً في اشتداد الأعراض عند المصاب. فعلى سبيل المثال إذا كنت في ليلة قد نمت 9 ساعات على نحو جيد واستيقظت مسترخياً في نهار ماطر، فإنه على الأرجح ذلك اليوم ستشعر بحالة أفضل مما لو كان يوماً شتويّاً تقضيه داخل البيت مع المدفأة المشتعلة وأنت تشعر بالقلق وقد نمت 3 ساعات فقط. على المريض أن يراقب ويميّز العوامل التي تؤدي إلى أن تسوء الأعراض لديه فيتجنبها، ويزيد من وضع قطرات الدموع الاصطناعية. وكمثال، إذا استيقظت في يوم وشعرت بسوء في حالة عينيك وتعرف أنك لم تنم جيداً تلك الليلة، فعليك أن تنظّم يومك لتستطيع أن تنام قيلولة من أجل أن ترتاح عيناك، وتعوّض بذلك نومك القليل.

  • ليس بالضرورة. فلا يوجد عامل وراثي في مرض العين الجافة، وعليه فلن تصاب بالمرض فقط لأن والدتك مصابة به. من جهة أخرى، فإنه عند النساء وفي فترة الإياس (انقطاع الحيض) يزداد خطر الإصابة بالعين الجافة.