القرنية المنقّطة وحثل فوكس

إن قرنية العين الآدمية هي نسيج شفاف مؤلف من خمس طبقات، له سماكة تعادل حوالي ٥٥٠ ميكرومتر (٠،٥٥ مم) وهو يُغلّف مقلة العين أمام القزحية والحدقة. للقرنية وظائف عدّة: يمكن تشبيهها بنافذة شفافة للعين تسمح بمرور الصور، وتعمل كعدسة قوّية من أجل تركيز هذه الصور على الشبكية. إنها بمثابة العدسة الأولى في النظام البصري للعين.

القرنية المنقّطة وحثل فوكس هما نوعان من الإصابات التي تحدث في الطبقة الأعمق للقرنية التي تسمّى بطانة القرنية، والتي تعتبر خلاياها مسؤولة عن المحافظة على الشفافية القرنية. في "القرنية المنقّطة" تصاب خلايا البطانة بالتلف وفي مكانها تظهر بقايا أو نُقط تتسبّب مع الزمن في انتفاخ القرنية وفقدانها لشفافيتها وبالتالي إعتامها. عندما يحصل هذا فإننا نتحدث عن حثل فوكس الذي هو نتيجة تطوّر القرنية المنقّطة.

• تضخّمٌ قرني مترافق مع فقدان الشفافية وتشكّل وذمة.
• الإحساس بألمٍ في بعض الحالات.
•  تأثُّر الرؤية في الحالات الشديدة، مع خسارة في صفاء الصور المُدركة، والتي تكون أكبر في أوقات الصباح.

في معظم الحالات يتم اكتشاف القرنية المنقّطة مصادفة، في حين أن حثل فوكس قد يكون موروثاً من الوالدين أو قد يظهر بشكل عفوي ومستقلّ. لذا يُنصح بإجراء فحص عيني شامل سنوياً. ومن جهة أخرى أيضاً، فيجب توخّي الحذر بشكل خاصّ، في حالة وجود إحدى هاتين الإصابتين، أثناء التخطيط لإجراء جراحة الساد.

يمكن علاج الأعراض باستخدام مراهم أو قطرات العين مضادّة للتوذّم، غير أنّ الحلّ عندما يتطوّر المرض هو زرع القرنية الصفاحي الخلفي إذ يتم زرع البطانة القرنية السليمة لمتبرّع (DMEK أو DSAEK). بهذه الطريقة يتحقّق تثبيت طبقة خلوية جديدة في الجزء الخلفي من القرنية، والتي عندما تؤدي وظائفها البيولوجية بشكل صحيح، فإنها ستعيد إلى نسيج القرنية شفافيته الطبيعية.